وقال الشوكاني رحمه الله في تفسير قوله تعالى:] فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً [ قوله تعالى:- " فلا وربك ". قال ابن جرير: قوله " فلا" رد على ما تقدم ذكره، تقديره فليس الأمر كما يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، ثم استأنف القسم بقوله " وربك لا يؤمنون " وقيل: إنه قدم لا على القسم اهتماماً بالنفي، وإظهاراً لقوته ثم كرره بعد القسم تأكيداً، وقيل: لا مزيدة لتأكيد معنى القسم لا لتأكيد معنى النفي، والتقدير: فوربك لا يؤمنون كما في قوله: " فلا أقسم بمواقع النجوم ". "حتى يحكموك " أي يجعلوك حكماً بينهم في جميع أمورهم لا يحكمون أحداً غيرك، وقيل: معناه يتحاكمون إليك، ولا ملجئ لذلك " فيما شجر بينهم " أي اختلف بينهم واختلط، ومنه الشجر لاختلاف أغصانه، ومنه قول طرفة: وهم الحكام أرباب الهدى وسعاة الناس في الأمر الشجر أي المخلتلف، ومنه تشاجر الرماح: أي اختلافها " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت " قيل: هو معطوف على مقدر ينساق إليه الكلام: أي فتقضي بينهم ثم لا يجدوا.
ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك ، وهو لا يسمعهم ، ويقولون: السلام عليك ، وهم في بلد وهو في بلد آخر ، ونحن نقول: السلام عليك ، ونحن في بلد غير بلده ، وفي عصر غير عصره " انتهى. " الشرح الممتع " ( 3 / 149 ، 150). والله أعلم.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: " قوله: " صلِّ على محمد " قيل: إنَّ الصَّلاةَ مِن الله: الرحمة ، ومن الملائكة: الاستغفار ، ومن الآدميين: الدُّعاء. فإذا قيل: صَلَّتْ عليه الملائكة ، يعني: استغفرت له. وإذا قيل: صَلَّى عليه الخطيبُ ، يعني: دعا له بالصلاة. وإذا قيل: صَلَّى عليه الله ، يعني: رحمه. وهذا مشهورٌ بين أهل العلم ، لكن الصحيح خِلاف ذلك ، أن الصَّلاةَ أخصُّ من الرحمة ، ولذا أجمع المسلمون على جواز الدُّعاء بالرحمة لكلِّ مؤمن ، واختلفوا: هل يُصلَّى على غير الأنبياء ؟ ولو كانت الصَّلاةُ بمعنى الرحمة لم يكن بينهما فَرْقٌ ، فكما ندعو لفلان بالرحمة نُصلِّي عليه. وأيضاً: فقد قال الله تعالى: ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة157 ، فعطف " الرحمة " على " الصلوات " والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة ، واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع والرحمة في موضع: أن الصَّلاة ليست هي الرحمة. معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وأحسن ما قيل فيها: ما ذكره أبو العالية رحمه الله أنَّ صلاةَ الله على نبيِّه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. فمعنى " اللَّهمَّ صَلِّ عليه " أي: أثنِ عليه في الملأ الأعلى ، أي: عند الملائكة المقرَّبين.
عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال: «ألا أُهدي لَكَ هديَّةً خَرجَ علَينا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلنا قَد عرَفنا السَّلامَ علَيكَ فَكيفَ الصَّلاةُ علَيكَ قالَ قولوا اللَّهُمَّ صلِّ علَى مُحمَّدٍ وعلَى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ اللَّهمَّ بارِك علَى مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّدٍ كما بارَكتَ علَى إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مَجيدٌ» (ابن ماجة: 746).
ولتفسير حلم مختلف يمكنك استخدام تطبيق تفسير الأحلام المباشر.